المقدمة
أخطأت حين قلت أن الحياة زاهية.الحياة تتلاعب بنا رغم أنها بحدّ ذاتها لعبة نخوضها نحن بني البشر.أليست هذه هي الحقيقة؟ ألسنا بيادق على رقعة شطرنج واسعة ؟أ لا نفني حياتنا لمن هو أعلى مكانة أو بالأحرى منصبا منا لأننا كلنا لنا نفس المكانة إلا أن كلا حصل على منصب حسب الطريق الذي سلكه؟الحياة مجرد لعبة علينا خوضها و التعمق في دروبها لكن دربا واحدا هو السبيل للسعادة،و لكن.
..أمر داعي للسخرية.أين هي السعادة؟لا وجود لها في عصر تطغى فيه المصالح و يحكم فيه ذوو المناصب و الأموال.السعادة ليست شيئا تدخل يدك إلى جيبك فتجده،إنها شيء تشعر به.و لكن هل فكرت يوما:هل تشعر أنت؟لا أظن،ماتت المشاعر.نحن نتظاهر بالشعور إلا أننا لسنا سوى آلات لا قلوب لها.عزيزي القارئ، عزيزتي القارئة لعلك تقول أو تقولين عند قراءة هذه المقدمة:"هراء!من تظن نفسها هذه الفتاة كي تحكم على بني البشر؟أو ليست منهم؟" لكنني سأجيبك و نفسي مملوءة حسرة و حزنا:"أنا لا أكتب سوى الحقيقة التي نحن عليها و لا أقصد بهذا الإهانة لكن علينا أن نعي و نصلح من أنفسنا قبل أن يفوتنا قطار الحياة.إنه قطار يمر مرة واحدة و لا يستطيع الصعود إليه إلا من ربح اللعبة و أنهى كامل مراحلها بنجاح.نعم أنا من بني البشر و هذا شيء لا أمكره لكني أتألم لوقوعه." لعل أجوبتي لن تشفي غليلك فأرجو أن لا تنقطع عن قراءة قصتي التي كتبتها إحياء لذكرى إنسانة عزيزة على قلبي،كانت ضحية لهذه الحياة القاسية.كانت وردة ولدت قبل أوانها و قطفت من الغصن اليانع قبل أن يحين الوقت،وهذا ما أدّى إلى تساقط ورقاتها الجميلة تدريجيا إلى أن ذبلت.حتى الأشواك التي كانت تحميها لم تحل دون حصول الفاجعة.بكى البستان و ندبت زهراته و شجراته و حتى أشواكه فقدان الوردة الجميلة التي ضحت لأجل من تحب و ماتت في سبيل حمايتهم.أكره هذه الحياة و أكره كوني إنسانة فيها.هل علينا دوما أن نحزن؟لا أحب الموت لكنني لا أخافه .أعلم جيدا أن لا مهرب لي من مواجهته لذلك اتخذت قاعدة أعيش عليها طوال حياتي ألا وهي أن لا أترك للمشاعر الغلبة أو المنفذ لي لأنها هي التي ستكون سبب دماري.لن أبكي حين أواجه الموت و يتغلب علي بل سأكون شامخة قبل رحيلي.سأكون قوية طول حياتي.سأرتدي ذلك الثوب الأبيض و أفارق الدنيا بابتسامة وداع أخيرة...و بهذا ستنتهي فصول المسرحية التي كنت أمثلها...
يتبع